ندوة الحوت وأبو فخر في الذكرى ٢٦ للمجزرة كسر جدار
ندوة الحوت وأبو فخر في الذكرى ٢٦ للمجزرة
رشا الاطرش |
في القاعة الخارجية لمسرح المدينة، تزينت الجدران بسرد مختصر لتاريخ الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، ومن قبله طبعاً فلسطين منذ العام ١٩٤٨ فقد دعا الفنان جورج الزعني الجميع ليحيوا معه الذكرى الستين للنكبة، تحت عنوان »ذاكرة الصمت
وفيما كان الجمهور يستعد للدخول إلى ندوة مشتركة لسكرتير تحرير مجلة »الدراسات الفلسطينية« الزميل صقر أبو فخر، والمؤرخة د. بيان نويهض الحوت، لمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لمجزرة صبرا وشاتيلا، كانت منحوتات بسكال كرنزا، ورسوم كاريكاتور نبيل قديح، وترجمات الزميل اسكندر حبش لشعر هدى أديب بالفرنسية، تملأ الوقت المتبقي لبدء الحوت بالحديث عن أهمية استكمال العمل على لوائح الضحايا، وأبو فخر عن الغفران بعد الاعتراف والاعتذار. وذلك بدعوة من مجموعة »عائدون«، و»الحملة الأهلية لإحياء الذكرى الستين للنكبة« و»مسرح المدينة
غير أن أصحاب الضمائر الحية، عبر العالم كله، هم الذين تكلموا، وهم الذين انضمت إلى قافلتهم لجنة »كي لا ننسى صبرا وشاتيلا«... ولو سألنا أطفال شاتيلا عن مؤسسها، ستيفانو كياريني، المناضل الإيطالي اليساري التقدمي، الذي غاب عنا وجهه منذ عامين، لعرفنا من إجاباتهم كم كان لعمله العظيم من أثر في نفوسهم وفي حياتهم
فقد كانت صبرا وشاتيلا بقعة مثالية للعمال العرب والأجانب الباحثين عن غرفة أو بيت أو مأوى، وكذلك كانت مقصداً للعائلات اللبنانية التي دمرت الطائرات الإسرائيلية بيوتها في الجنوب
أما أبو فخر فطالب بأن »يسمع من لا يرى: لا يقدم على الغفران إلا المقتدر وهذا يعني أن على المجرمين واجب الاعتراف ثم الاعتذار على أقل تقدير، وهو ما لم يفعلوه حتى الآن واستعاد رواية إحدى الناجيات الفلسطينيات من المجزرة، وسمّى أبو فخر »التشكيلات الحزبية الفاشية« التي توزع عليها »حوالى أربعمئة من الضباع الهائجة شاركوا في المَقتَلة وهم: كتيبة الدامور في »القوات اللبنانية«، مجموعة من »نمور الأحرار« التابعة لـ»حزب الوطنيين الأحرار«، مجموعة من حزب »حراس الأرز« وأفراد من جماعة سعد حداد واستشهد بأرشيف الصحافة اللبنانية والإسرائيلية ليدلل إلى الاعترافات الصريحة لهؤلاء، بل وفخرهم بما اقترفوا. وأخيراً، تكلم أبو فخر بألسنة من لم يعد لهم حق البوح: »نحن فم الضحايا وحتى لا تنتصر الضواري القديمة، ها نحن مصرون على استعادة رائحة الأبرياء المقتولين، في كل سنة، ومتشبثون بالعدالة ما دام القتَلَة طلقاء |